حيثُ (لا شيء) ... !
صفحة 1 من اصل 1
حيثُ (لا شيء) ... !
[size=24]
[size=24] [center]
ألبسوني لباسا غريبا ، هذا أخر ما أتذكره .. من بعدها بدأت الدنيا تتغير ، وجوه كثيرة .. أعرف بعضها ، والبعض الآخر لم أره في حياتي .. أصوات غريبة ، أمتزج فيها الضحك بالصراخ والعويل .. أماكن مختلفة .
ما لذي يجري ؟ لا أكاد أصدق ما أسمعه وأراه ، ما لذي حل بالدنيا ؟ لماذا تتغير وتتبدل في غمضة عين ؟ هل قرب موعد قيام الساعة ؟ هل سيخرج الآن الناس للعرض على ربهم ؟ هناك من سيدخل الجنة .. وهناك من سيلج إلى النار ، فمع أي الفرقين أنا ؟ ولكن هل أنا حي أو ميت ؟ كيف لي أن أعرف ؟ منذ أن دخلت هذه الصومعة الغريبة وأنا أشاهد الأحداث تمر أمامي تباعا ، كأنها فلما سينمائيا ، الناس يتحركون بسرعة ويتحدثون بغرابة في المقابل لا أجد نفسي معهم إلا متفرج تارة .. وتارة أخرى ، بطل للمشهد ، ومجازفا لأقصى حد !.
وددت معانقة أمي عندما رأيتها فجاءه تعد الطعام ، أردت أن أرتمي في حضنها باكيا ، أريد أن أحدثها عن كل المعاناة التي ألمت بي منذ رحيلها ، أحسست أنني أود الذهاب إليها ، فحركت قدماي ولكنهما لم تتحرك .. اعتصرت ألما وحزنا عندما غابت صورتها وظهر ذلك الرجل المقيت.. كم رغبت في قتله .. عندما كنت طفلا صغيرا كان يضربني دائما .. وما أن تهم أمي بالدفاع عني حتى يصفعها على وجهها ثم يردد "غلطة عمري أن رضيت بالزواج من امرأة لديها طفل" .
بدأت أنفاسي تزداد صعودا وهبوطا ، ضاقت الدنيا .. لا أرى سوى جبال شاهقة ، تزحف نحو بعضها البعض لتضيق علي الخناق .. وتحجب عني الرؤيا ! .
أواصل الهروب من ذلك الأسد الكاسر ، لا أعلم أين أختبئ منه ، فضاء واسع ، خالٍ من التضاريس ، أنه يقترب مني .. أقترب أكثر .. فأكثر ، انقض علي بحركة ساحرة ثم قبلني ! لم أشعر بأي ثقل فوقي ، فقد كان جسمه صغيرا ، يضحك بعفوية .. يصفعني صفعات متتالية .. كم أحب الأطفال .. أنهم زينة الحياة الدنيا !.
امتلأت عيناها بالدموع ، احتضنتني بقوة ، قبلتني بثغرها الدافئ .. فأنصهر جسدي بجسدها .. لم أكن أود الابتعاد عنها ، لكن ذلك الرجل الذي لا أعرفه اجتذبني إليه بقوة وصرخ في وجهي بصوت عالٍ ! فتملصت منه خائفا ، أسابق الريح ، دون أن ألتفت إلى الوراء .
البحر يحاصرني من كل مكان .. أني أغرق ! ما العمل ؟ كيف أنجو وأنا لست سباحا ماهرا ؟ لماذا هؤلاء الناس يشاهدونني ولا يمدون لي يد العون والمساعدة .. يبتعدون ، يتضاءلون شيئا فشيئا ، لم أعد أراهم .. تركوني وحيدا ! .
نور قوي يتسلل إلى عيني .. شعرت بغثيان ، استفرغت ما في معدتي ، نظرت بتمعن فيما حولي، وجدت نفسي في غرفة صغيرة ، وبجواري طبيبي الخاص ، الذي همس في أدني "مبروك لقد نجحت العملية" !!
ألبسوني لباسا غريبا ، هذا أخر ما أتذكره .. من بعدها بدأت الدنيا تتغير ، وجوه كثيرة .. أعرف بعضها ، والبعض الآخر لم أره في حياتي .. أصوات غريبة ، أمتزج فيها الضحك بالصراخ والعويل .. أماكن مختلفة .
ما لذي يجري ؟ لا أكاد أصدق ما أسمعه وأراه ، ما لذي حل بالدنيا ؟ لماذا تتغير وتتبدل في غمضة عين ؟ هل قرب موعد قيام الساعة ؟ هل سيخرج الآن الناس للعرض على ربهم ؟ هناك من سيدخل الجنة .. وهناك من سيلج إلى النار ، فمع أي الفرقين أنا ؟ ولكن هل أنا حي أو ميت ؟ كيف لي أن أعرف ؟ منذ أن دخلت هذه الصومعة الغريبة وأنا أشاهد الأحداث تمر أمامي تباعا ، كأنها فلما سينمائيا ، الناس يتحركون بسرعة ويتحدثون بغرابة في المقابل لا أجد نفسي معهم إلا متفرج تارة .. وتارة أخرى ، بطل للمشهد ، ومجازفا لأقصى حد !.
وددت معانقة أمي عندما رأيتها فجاءه تعد الطعام ، أردت أن أرتمي في حضنها باكيا ، أريد أن أحدثها عن كل المعاناة التي ألمت بي منذ رحيلها ، أحسست أنني أود الذهاب إليها ، فحركت قدماي ولكنهما لم تتحرك .. اعتصرت ألما وحزنا عندما غابت صورتها وظهر ذلك الرجل المقيت.. كم رغبت في قتله .. عندما كنت طفلا صغيرا كان يضربني دائما .. وما أن تهم أمي بالدفاع عني حتى يصفعها على وجهها ثم يردد "غلطة عمري أن رضيت بالزواج من امرأة لديها طفل" .
بدأت أنفاسي تزداد صعودا وهبوطا ، ضاقت الدنيا .. لا أرى سوى جبال شاهقة ، تزحف نحو بعضها البعض لتضيق علي الخناق .. وتحجب عني الرؤيا ! .
أواصل الهروب من ذلك الأسد الكاسر ، لا أعلم أين أختبئ منه ، فضاء واسع ، خالٍ من التضاريس ، أنه يقترب مني .. أقترب أكثر .. فأكثر ، انقض علي بحركة ساحرة ثم قبلني ! لم أشعر بأي ثقل فوقي ، فقد كان جسمه صغيرا ، يضحك بعفوية .. يصفعني صفعات متتالية .. كم أحب الأطفال .. أنهم زينة الحياة الدنيا !.
امتلأت عيناها بالدموع ، احتضنتني بقوة ، قبلتني بثغرها الدافئ .. فأنصهر جسدي بجسدها .. لم أكن أود الابتعاد عنها ، لكن ذلك الرجل الذي لا أعرفه اجتذبني إليه بقوة وصرخ في وجهي بصوت عالٍ ! فتملصت منه خائفا ، أسابق الريح ، دون أن ألتفت إلى الوراء .
البحر يحاصرني من كل مكان .. أني أغرق ! ما العمل ؟ كيف أنجو وأنا لست سباحا ماهرا ؟ لماذا هؤلاء الناس يشاهدونني ولا يمدون لي يد العون والمساعدة .. يبتعدون ، يتضاءلون شيئا فشيئا ، لم أعد أراهم .. تركوني وحيدا ! .
نور قوي يتسلل إلى عيني .. شعرت بغثيان ، استفرغت ما في معدتي ، نظرت بتمعن فيما حولي، وجدت نفسي في غرفة صغيرة ، وبجواري طبيبي الخاص ، الذي همس في أدني "مبروك لقد نجحت العملية" !!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى